سورة الأحزاب - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


قوله تعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا} أي لو دخل على المنافقين من أقطار المدينة ونواحيها.
{ثُمَّ سُئِلُواْ الْفِتْنَةَ لأَتَوهَا} فيه وجهان
أحدهما: ما تلبثوا عن الإجابة إلى الفتنة إلا يسيراً، قاله ابن عيسى.
الثاني: ما تلبثوا بالمدينة إلا يسيراً حتى يعدموا، قاله السدي.
قوله: {وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ} الآية، فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم عاهدوه قبل الخندق وبعد بدر، قاله قتادة.
الثاني: قبل نظرهم إلى الأحزاب، حكاه النقاش.
الثالث: قبل قولهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا.
وحكي عن ابن عباس أنهم بنو حارثة.
{وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً} يحتمل وجهين
أحدهما مسئولاً عنه للجزاء عليه.
الثاني: للوفاء به.
قوله تعالى: {قُل مَن الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّن اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً}.
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: إن أراد بكم هزيمة أو أراد بكم نصراً، حكاه النقاش.
الثاني: إن أراد بكم عذاباً، أو أراد بكم خيراً، قاله قتادة.
الثالث: إن أراد بكم قتلاً أو أراد بكم توبة، قاله السدي.


قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ} يعني المثبطين من المنافقين، قيل إنهم عبد الله بن أُبي وأصحابه.
{وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِليْنَا} فيه ثلاثة أقاويل
أحدها: أنهم المنافقون قالوا للمسلمين ما محمد إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه فهلم إلينا.
الثاني: أنهم اليهود من بني قريظة قالوا لإخوانهم من المنافقين هلم إلينا أي تعالوا إلينا وفارقوا محمداً فإنه هالك وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحداً.
الثالث: ما حكاه ابن زيد أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من عند يوم الأحزاب فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال: أنت هكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف، فقال له أخوه كان من أبيه وأمه. هلّم إليّ قد تُبع بك وبصاحبك أي قد أحيط بك وبصاحبك، فقال له: كذبت والله لأخبرنه بأمرك وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا}.
{وَلاَ يَأْتُونَ البََأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً} فيه وجهان
أحدهما: لا يحضرون القتال إلا كارهين وإن حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين قاله قتادة.
الثاني: لا يشهدون القتال إلا رياء وسمعة، قاله السدي، وقد حكي عن الحسن في قوله تعالى: {وَلاَ يَذْكُرُونَ إلاَّ قَلِيلاً} إنما قل لأنه كان لغير الله عز وجل.
قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيكُمْ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أشحة بالخير، قاله مجاهد.
الثاني: بالقتال معكم، قاله ابن كامل.
الثالث: بالغنائم إذا أصابوها، قاله السدي.
الرابع: أشحة بالنفقة في سبيل الله، قاله قتادة.
{فَإِذَا جَآءَ الْخَوفُ} فيه قولان
أحدهما: إذا جاء الخوف من قتال العدو إذا أقبل، قاله السدي.
الثاني: الخوف من النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلب، قاله ابن شجرة.
{رَأيْتُهُمْ يَنْظُرُونَ إِليَكَ} خوفاً من القتال على القول الأول، ومن النبي صلى الله عليه وسلم على القول الثاني.

{تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوتِ} يحتمل وجهين
أحدهما: تدور أعينهم لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة.
الثاني: تدور أعينهم لشدة خوفهم حذراً أن يأتيهم القتل من كل جهة.

{فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} فيه وجهان
أحدهما: أي رفعوا أصواتهم عليكم بألسنة حداد أي شديدة ذربة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ السَّالِقَةَ وَالخَارِقَةُ وَالحَالِقَةَ» يعني بالسالقة التي ترفع صوتها بالنياحة والخارقة التي تخرق ثوبها في المصيبة وبالحالقة التي تحلق شعرها.
الثاني: معناه آذوكم بالكلام الشديد. والسلق الأذى، قاله ابن قتيبة. قال الشاعر:
ولقد سلقن هوازنا *** بنواهلٍ حتى انحنينا
وقال الخليل: سلقته باللسان إذا أسمعته ما يكره وفي سلقهم بألسنةٍ حداد وجهان:
أحدهما: نزاعاً في الغنيمة، قاله قتادة.
الثاني: جدالاً عن أنفسهم، قاله الحسن.

{أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: على قسمة الغنيمة، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: على المال ينفقونه في سبيل الله، قاله السدي.
الثالث: على النبي صلى الله عليه وسلم بظفره.
{أَوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ} يعني بقلوبهم
{فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ} يعني حسناتهم أن يثابوا عليها لأنهم لم يقصدوا وجه الله تعالى بها.

{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} فيه وجهان
أحدهما: وكان نفاقهم على الله هيناً.
الثاني: وكان إحباط عملهم على الله هيناً.


قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابِ لَمْ يَذْهَبُواْ} يعني أن المنافقين يحسبون أبا سفيان وأحزابه من المشركين حين تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلوبين لم يذهبوا عنه وأنهم قريب منهم ثم فيه وجهان:
أحدهما: أنهم كانواعلى ذلك لبقاء خوفهم وشدة جزعهم.
الثاني: تصنعاً للرياء واستدامة التخوف.
{وَإِنَ يَأْتِ الأَحْزَابُ} يعني أبا سفيان وأصحابه من المشركين
{يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعرْابِ} أي يود المنافقون لو أنهم في البادية مع الأعراب حذراً من القتل وتربصاً للدوائر.
{يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} أي عن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتحدثون: أما هلك محمد وأصحابه، أما غلب أبو سفيان وأحزابه.
{وَلَوْ كَانُواْ فِيكُم مَا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً} فيه وجهان
أحدهما: إلا كرهاً.
الثاني: إلا رياءً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8